ناقش المشاركون في الندوة العالمية مقاومة الغش والتزوير في الدواء والغذاء التي أقامها اتحاد الصيادلة العرب بالتعاون مع نقابة صيادلة سورية التقنية العالمية الجديدة التي تقدمت بها هيئة العلماء والخبراء العرب والأفارقة لمقاومة الغش والتزوير في الدواء والغذاء. وبحث المشاركون محاور أساسية تتعلق بدور الصيدلاني فى مقاومة الدواء المزور والدور القانوني فى مقاومة الغش والتزوير ومزايا وأهداف المرسوم التشريعي السوري 24 للعام 2010 حول القضاء على الدواء المزور. وقال الدكتور رضا سعيد وزير الصحة ان ظاهرة التزوير لا تنحصر بالدواء ولكنها تطول جميع المنتجات ما يرهق الاقتصاد العالمي ويهدر الطاقات والأموال مبينا أن تزوير الدواء بشقيه المادي والصحي من اخطر أنواع التزوير نظرا لكونه يشكل خطرا على حياة المواطن إن كان من ناحية تناول دواء غير فعال أو وجود مواد خطرة على صحة المواطن. وبين وزير الصحة أن سورية من الدول السباقة في البدء بمعالجة موضوع التزوير من خلال استصدار مرسوم تنظيم المستودعات وتجارة الأدوية الذي شدد العقوبات على مصنعي ومروجي وموزعي الأدوية المزورة مؤكدا أن الوزارة تعمل بالتعاون مع وزارة الاقتصاد ولجان حماية المستهلك على وضع الضوابط والآلية للتشديد على قمع المخالفات. ولفت الوزير سعيد إلى أهمية دور الصيدلي في كشف التزوير والغش كونه قد يتحول إلى الحلقة الأساسية في ترويج الدواء المزور وبالتالي الاستهتار بصحة المواطن وحياته مؤكدا دور النقابات في التشديد على أخلاقيات المهن الطبية والمحاسبة الصارمة لأي خلل إضافة لنشر التوعية لدى القائمين على المهن الصحية والمواطن لمكافحة جريمة التزوير والتي تعد من اخطر الجرائم لاستغلالها حاجة أساسية للمواطن في الحصول على دواء شاف. من جانبه قال الدكتور أديب شنن رئيس اتحاد الصيادلة العرب ان تزوير الدواء بات ظاهرة خطيرة تكبد العالم خسارة في الأرواح والاقتصاد حيث يتعرض ملايين الأشخاص على مستوى العالم لأمراض خطيرة نتيجة ذلك اضافة إلى الخسارة لاقتصادية التى يتكبدها العالم والتي بلغت حسب منظمة الجمارك العالمية 200 مليار دولار0 وبين شنن وجود العديد من التقنيات العالمية لكشف التزوير منها المستخدم في الاتحاد الأوروبى والمتمثل بالباركود مع الرقم التسلسلي والنظام الذي أقرته هيئة الدواء والغذاء الامريكية اضافة إلى النظام الكودي العالمي الذي تقدمت به هيئة العلماء والخبراء العرب والافارقة الأبسو والذي عرض للمرة الأولى عام 2006 . وقال شنن ان سورية من الدول الأكثر أمانا بالنسبة للصناعة الدوائية الوطنية نتيجة الجهود المشتركة لوزارة الصحة والصيادلة والرقابة الجمركية مشيرا إلى ان اتحاد الصيادلة العرب يلتزم بتقديم كل المنظومات التقنية مجانا لكل المنافذ الجمركية باعتبار أن استعمال الدواء الآمن والفعال هو حق من حقوق الإنسان التى نصت عليها كل الأعراف والقوانين ولأن حماية الإنسان هي مسؤولية الجميع0 بدوره قال الدكتور فواز زند الحديد نقيب صيادلة سورية ان الندوة ترتبط بشكل وثيق بالأمن الصحي للمواطن والأمن الاقتصادي للوطن وان واجب الجميع تأمين الدواء الأمثل ذي الفعالية العالية والأكثر أماناً والمتفق مع مواصفات دساتير الأدوية العالمية للمواطن لافتاً إلى أن ظاهرة تزوير الدواء منتشرة عالميا بنسب متفاوتة وأن الدواء المزور يشمل كل منتج مصنع عن قصد ليضلل المستخدم النهائي ويباع تحت أسماء تجارية دون الحصول على مصادقة الجهات المعنية. وأشار إلى ضرورة التصدي لهذه الظاهرة على كافة المستويات بدءاً من المستهلك عن طريق النصح والتوعية وإبداء الملاحظات مروراً بالحكومات عن طريق مراقبة وضبط منافذ الحدود والمناطق الحرة والتعاون مع المنظمات الدولية بما فيها منظمة الصحة العالمية وصولاً إلى شركات الأدوية عن طريق وسمها ووضع اللصاقات الحديثة المانعة للتزوير واستخدام الباركود المميز والمناسب. حضر الافتتاح الدكتور بشار الشعار وزير الدولة لشؤون الهلال الأحمر والدكتور محسن بلال وزير الإعلام ورئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري ومعاونة وزير الصحة ومديرو صحة دمشق وريف دمشق. ثم ناقش المشاركون في جلستهم ورقة العمل التي قدمها الدكتور علي ابراهيم رئيس مجلس إدارة الأبسو والأمين العام لاتحاد الصيادلة العرب حول التقنية الجديدة للأبسو في مقاومة الغش والتزوير موضحا الآثار المدمرة للغش والتزوير والتقليد في المنتجات الدوائية والغذائية والحيوية على العالم صحيا واقتصاديا واجتماعيا في الوطن العربي والعالم لافتا إلى الدور العالمي المبذول للتصدي لهذه الظاهرة والتقنيات العالمية المطبقة حاليا . واوضح ابراهيم أن تقنية الأبسو توفر أساليب حماية كبيرة للمنتج الدوائي منها الباركود والرقم التسلسلي وتقنية النانوتكنولوجي ومنح بصمة لكل دواء لا يمكن تكرارها وبالتالي يستحيل تزويرها الأمر الذي يضمن رقابة فاعلة على الدواء خلال جميع مراحله من التصنيع والاستيراد والتوزيع والترويج حتى البيع مبينا أن تكاليف تطبيق التقنية منخفضة جدا بالمقارنة مع الكلفة التي ترتبها عمليات الغش والتزوير على الدول. وتحدث الدكتور زياد نصور نقيب صيادلة لبنان عن ضرورة التعامل مع الصيدلة كمهنة لها قواعد وقوانين بعيدا عن تحويلها إلى تجارة هدفها الربح و الترويج واعتبار المريض زبونا والدواء سلعة الأمر الذي يخلق حالة من المنافسة غير العادلة والمضاربة في الأسعار التي تنتج بالنهاية البيئة المناسبة لتزوير وغش الأدوية. ولفت نصور إلى ضرورة تعاون الجهات كافة من أطباء وصيادلة وشركات أدوية ورجال قانون ومواطنين لمكافحة كل أشكال تزوير الأدوية والعمل على تبادل المعلومات والبيانات بين الدول وتحصين مهنة الصيدلة وضبط الحدود من خلال أخصائيين مؤهلين للتفريق بين الأدوية المزورة والأصلية مشيرا إلى أهمية دور الإعلام وحملات التوعية لتعريف الناس بالدواء المزور والتأكيد على حصر شراء الدواء من مستودعات مرخصة من وزارات الصحة. من جانبه تحدث المستشار القانوني مروان اللوجي عن دور القانون في مقاومة الغش والتزوير شارحا مزايا وأهداف المرسوم التشريعي السوري 24 لعام 2010 حول القضاء على الدواء المزور والعقوبات التي يرتبها على مصنعين ومروجين وكل من يشترك بالتزوير مبينا ضرورة تعاون الجهات المحلية والدولية الأمنية للقضاء على هذه الظاهرة واكتشافها قبل وصولها للمواطن .
4/27/2011 5:06:15 PM